منتديات لمة بنات
ياهلااااا وغلااااااا
بزائرنا العزيز
إذا بنوته حلوه مثلنا <اهم شي الثقه خخخ> صدقيني بنفرح كثير بإنضمامك معنا وراح تستمتعين منعا.. إما إذا كنت رجل يسعدنا ان تتصفح وتستفيد من مواضيعنا دون التسجيل لانه منتدى نسائي .. إما إذا انتي احد عضوتنا العزيزات فأقول لك تراك مضيعه ادخلي بعضويتك خخخخخخخ
منتديات لمة بنات
ياهلااااا وغلااااااا
بزائرنا العزيز
إذا بنوته حلوه مثلنا <اهم شي الثقه خخخ> صدقيني بنفرح كثير بإنضمامك معنا وراح تستمتعين منعا.. إما إذا كنت رجل يسعدنا ان تتصفح وتستفيد من مواضيعنا دون التسجيل لانه منتدى نسائي .. إما إذا انتي احد عضوتنا العزيزات فأقول لك تراك مضيعه ادخلي بعضويتك خخخخخخخ
منتديات لمة بنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات لمة بنات

.. متعة مزدوجه بمنفعه .!
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأحدب بين الغفلة واليقظة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
racha18
عضو مشمر كمه
عضو مشمر كمه
racha18


تاريخ التسجيل : 05/08/2012
المشاركات : 11
العمر : 25
الأقامه : في عقله
التَقَييِم : 0
رساله نصيه : اللي يتكلم فيا مادا بيا نديرلو شهرية
المزاج : الأحدب بين الغفلة واليقظة Cool2

الأحدب بين الغفلة واليقظة Empty
مُساهمةموضوع: الأحدب بين الغفلة واليقظة   الأحدب بين الغفلة واليقظة Icon_minitimeالأحد أغسطس 05, 2012 10:05 pm


بعد يوم كامل من العمل الشاق، دخل ̎ طويل̎ و̎ قصير̎ إلى بيتهما وهما يشكوان العياء الكبير، وبعد أن أخذا قسطا من الراحة أنبس ̎ قصير̎ قائلا: أصابتني وحشة في هذا البيت، فهلا خرجنا لنزهة قصيرة في الشارع، فلا شك أنه مليء هذه اللية بالرائح والغادي، فالليلة ليلة عيد، ونحن اعتدنا التنزه في مثلها. أجابه ̎ طويل̎ قائلا: لا بأس، أَنْظِرني حتى أغير ثيابي وأتفقد ما نحتاج شراءه لطبخ العَشاء.
خرج الرجلان في فسحة وسط جمهور غفير من الناس، وبينما هما كذلك لاحت لهما مجموعة تلتف على رجل قصير القامة، به حدبة عظيمة على ظهره، يرتدي جلبابا بنيا وبُلغة صفراء، ويحمل بين يديه قيثارة تنبعث منها رنات تُطرب الأصم مثلما تطرب السامع، فصاح̎ قصير̎ قائلا: إنه الأحدب الذي كنا نستمتع بغنائه وعزفه في العام الماضي، لقد عاد من جديد إلى هذا المكان، فلنسرع إلى أخذ مكاننا قبل توافد مزيد من الناس عليه.
تسلل ̎ طويل̎ و̎ قصير̎ بين الناس حتى أخذا مكانهما بينهم، وشرعا في الاستمتاع بغناء وعزف الأحدب، لكن بغتة، فاجأتهم قطراتُ غيثٍ تنزل من السماء، فحزن الجميع لقطع هذا الجو الممتع وهذا المُقام المُطرب، ... فتفرق الناس، وأخذ الأحدب في جمع أغراضه للرحيل، وكره الرجلان أن يعودا إلى البيت دون استيفاء طربهما، فهمس ̎ قصير̎ في أذن ̎ طويل̎ قائلا: ما رأيك أن نستأجر الأحدب، ونأخذه إلى بيتنا ليطربنا، فنمده ببعض المال؟ فقال ̎ طويل̎ : فكرة صائبة، فالليلة ليلة عيد ونحن اعتدنا السهر في مثلها على ما يُبهجنا ويسلينا.
دخل ̎ طويل̎ و̎ قصير̎ إلى بيتهما صحبة الأحدب، فهرع طويل إلى المطبخ لتحضير العشاء، بينما جلس ̎ قصير̎ والأحدب في الصالون يستمتعان ببعض العزف والغناء، لكن الأحدب أصرَّ على أن يترك مقاطعه الرائعة إلى ما بعد العَشاء..
بعد تناول العَشاء، وكان مما لذ وطاب، طالب الرجلان الأحدب أن يُخرج لهما قيثارته ويبدأ في العزف والغناء، فكان ذاك، حتى اندمج الثلاثة في الطرب، وانغمس الجميع في جو الابتهاج والسرور، واحتد حماس ̎ قصير̎ فطلب من الأحدب أن يسرع في العزف والغناء حتى يتسنى لهما الرقص بشكل أسرع، فما كان من الأحدب إلا أن لبى الأمر على الفور، فأخذ الثلاثة في الرقص بجنون، والأحدب يغني ويعزف ويرقص وينحني يمينا وشمالا، حتى وطئ بقدمه على قشور موز كان على الأرض، فانزلق وسقط المسكين على حدبته، فما كان منه إلا أن شهق شهقة سكنت معها كل جوارحه، وانعدمت معها كل حركاته، فخيم على المكان صمت رهيب، وغشِيَ البيتَ غطاءٌ سميك من الظلام، وتجمد الدم في عروق ̎ طويل̎ و̎ قصير̎ ، ونظر أحدهما إلى الآخر نظرة الحيرة والاستفهام، فانحنى قصير على الأحدب يتفقده، فأنبس بكلمات يهيمن عليها الارتعاد والارتعاش: ما أراه إلا وقد خرجت روحه. قال ̎ طويل̎ : لا حول ولا قوة إلا بالله، ما هذه المصيبة؟! ما عسانا نفعل؟! قال ̎ قصير̎ : نبلغ الشرطة، فصاح ̎ طويل̎ بأعلى صوته: أوَ جُننتَ؟ هل سيُصدقوننا؟ تريد أن نقضي بقية أعمارنا في السجن؟ قال ̎ قصير̎ : إذن ماذا نفعل؟ قال: سنضعه في الكرسي الخلفي للسيارة ونرجعه إلى مكانه الأصلي في الشارع، هكذا حتى لا يعلم بحقيقته أحد.
قال ̎ قصير̎ : فكرة ما أظنها خائبة، ويجب أن نسرع مادام الليل دامسا.
انطلقا به على عجلة من أمرهما، وأنزلوه من السيارة على غفلة من أعين الناس، وكانت السماء قد أقلعت عن البكاء، فأسندوه إلى الحائط، بحيث يظن من رآه أنه جالسا، وعادا مسرعين إلى البيت.
بعد برهة من الزمن، أفاق الأحدب من غشيته، فوجد نفسه بمكانه في الشارع، وتفقد أغراضه، فلم يجد القيثارة، لأن الرجلان نسيا أن يأتيا بها معهم، فقال في نفسه: المجرمان، احتالا علي حتى أخذا مني القيثارة، فوالله لا أهدأ حتى أرجع إليهما لآخذها منهما، لكن الليل قد خيم ظلامه على الدنيا ولا أذكر جيدا أين يوجد البيت، لكن جاهدا سأحاول.
فذهب الأحدب بخطى سريعة يتفقد بيت صاحبيه.
هذا ما كان من الأحدب، أما ما كان من ̎ طويل̎ و̎ قصير̎ ، فإنهما لما فارقا الأحدب وعادا إلا بيتهما وجدا القيثارة موضوعة على الأرض، فصاحا في مرة واحدة: نسينا القيثارة!! فعزما على إرجاعها للأحدب في مكانه بالشارع حتى لا تكون سببا في فضحهما. فلما وصلا إلى مكان الأحدب بالشارع، لم يظهر لهما أثره، لأنه كان في طريقه إلى بيتهما، فدهشا وتعجبا، وامتلأت قلوبهما فزعا وخوفا، وظنا أن أحد المارة قد أبلغ الشرطة بذلك، فتركا في مكانه القيثارة ورجعا بسرعة.
أما الأحدب، فلقد وصل إلى الحي لكنه أخطأ الدرب الذي يسكن فيه ̎ طويل̎ و̎ قصير̎ ، فطرق أحد البيوت مستفسرا عن بيت الرجلين، فطلَّت عليه امرأة عجوز من النافذة، وقالت له، لماذا تأخرتَ يا بني، ألا تخشى قُطَّاع الطرق في هذا الوقت؟ فعلم الأحدب أنها ظنته ابنها، فقال لها: معذرة أنا مجرد سائل، أسأل عن بيت رجلين أحدهما طويل القامة والآخر قصير، يسكنان في هذا الدرب. فقالت له: ثَكِلتكَ أمك، أوَ في هذا الوقت؟ قال: أنا آسف لكن ليس لدي خيار آخر، فلقد سرقا مني بعض أغراضي، فنالت كلماته من نفسها واستعطفت حاله، ثم دلته على بيت آخر يسكنه شقيقان، واتفق أن أحدهما طويل والآخر قصير، فشكرها الأحدب وانصرف مسرعا إلى ذلك البيت.
طرق الأحدب على الباب بطرقات تفزع الميت قبل الحي، فنهض الشقيقان من نومهما على فزع، وفتحا الباب متعجلين معرفة الطارق، فبادرهما الأحدب قائلا ولم تظهر له ملامحهما جيد ا في الظلام: لصوص، أين القيثارة؟ فأجابه الشقيقان بصوت واحد: أي قيثارة؟ قال: دعاني من المدارات والمراوغة، أعطوني قيثارتي والمال الذي وعدتماني به. قالا: أي قيثارة وأي مال؟ قال: أووه، كفا عن هذا اللعب، فالوقت متأخرا وأنا مشتاق رؤية أولادي. قال أحد الشقيقين: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من أنت؟ ومن أين أتيت؟ وما بالك؟ وهل أنت من البشر أم من الجن؟
الأحدب: دعاني من هذه الحيلة السخيفة.. أتوسل إليكما أن تمنحاني قيثارتي وتدعاني أذهب.
أحد الشقيقين: لا شك وأنه سكران، فالليل وليلة العيد لا يخلوان من هؤلاء الأوغاد.
الأحدب: إن أبيتما إمدادي بالقيثارة فسأبلغ عنكما الشرطة.
في هذه اللحظة جنَّ جنون الشقيقين، وانهالا عليه ركلا وضربا، حتى هَوَتْ لكمة على حدبته، فخر مغشيا عليه. فخاف الشقيقان و أخذا يحركانه لعله يستفيق لكن بدون جدوى، فلبثا ساعة يفكران في حالهما وكيف يتخلصان من الجثة الهامدة بين أيديهما. فقال أحدهما بعد أن تذكر أن رجلين يُدعَوْنَ ̎ طويل̎ و̎ قصير̎ يسكنان في الدرب المجاور لدربهما، ولا شك أنهما من أخذا قيثارة هذا الأحدب: يجب أن نحمل هذا الرجل ونتركه بعتبة دار ̎ طويل̎ و̎ قصير̎ ، بذلك نحل مشكلتنا. أجابه شقيقه للفكرة، وأخذا الأحدب وتركاه في عتبة دار ̎ طويل̎ و̎ قصير̎ ورجعا إلى بيتهما.
هذا ما كان من أمر الأحدب، أما ما كان من أمر ̎ طويل̎ و̎ قصير̎ ، فأنهما لما تركا القيثارة في مكان الأحدب بالشارع، رجعا إلى بيتهما، فاندهشا لما وجدا الأحدب مرميا على عتبة الباب.
صاح ̎ قصير̎ قائلا: والله إن هذا جِنِّيٌّ تصور في صورة الأحدب الذي نعرفه من زمان.. فقال له ̎ طويل̎ : دعنا من هذا الهراء، وفسر لي كيف أُتي به إلى هنا؟! قال: لا شك أنه رآنا أحد المارين لما أخرجناه من البيت، فأعاده إلينا حتى لا يُتهم غيرنا.
إذن ما العمل الآن؟
نرميه بعيدا عن المدينة.
هيا قبل فوات الأوان.
فحملاه من جديد في السيارة وألقيا به في مكان بعيد ثم رجعا على التو.
هذا ما كان من أمر ̎ طويل̎ و̎ قصير̎ والأحدب، أما ما كان من أمر الشقيقين، فإنهما لما تركا الأحدب على عتبة دار ̎ طويل̎ و̎ قصير̎ ، وعادا إلى بيتهما، وجدا بعتبة دارهما بلغة الأحدب، فجنَّ جنونهما، وقال أحدهما للآخر: يجب أن نعود بها إلى الأحدب حتى لا تُلصق التهمة بنا.. فما كان منهما إلا أن رجعا بالبلغة إلى دار طويل وقصير.. ولما وصلا، لم يجدا الأحدب، فتعجبا كل العجب، ورميا بالبلغة على العتبة وعادا إلى البيت.
بعد أمة، وصل ̎ طويل̎ و̎ قصير̎ إلى البيت، فكاد يطير عقلهما لما وجدا بلغة الأحدب على عتبة دارهما، وكاد الصراع يحتدم بينهما بسبب إبعاد كل واحد منهما مسؤولية الغفلة واللامبالاة وإلصاقها بالآخر، لكنهما سرعان ما اتفقا على إلحاق البلغة بالقيثارة في مكان الأحدب بالشارع، لأنها الأقرب مكانا، فذلك ما كان.
أما الأحدب، فلقد أفاق بعد هُنَيْهة، فوجد نفسه في مكان مجهول لا يعرف له بداية ولا نهاية، ونظر إلى قدميه فإذا بها حافيتين، فقال في نفسه: أغبياء، لم يكتفيا بالقيثارة فأخذا حتى البلغة، والله لأبلغن الشرطة. فأخذ يمشي بين الدروب لعله يهتدي إلى سبيل يعرفه، فلاح له مسجد من بعيد، وفي أعلى المسجدِ بيتٌ يشع فيه نور مصباح، فقال: والله لأذهبن إلى ذلك المسجد لآخذ نعلا أمشي به في هذه الليلة الحالكة... ولما وصل إلى المسجد، طرق الباب المفدي إلى الطبق العلوي حيث يشع المصباح، فطلَّ الفقيه من أعلى وقال: من الطارق؟ قال الأحدب: رجل غريب، له حاجة ويسأل المعونة. الفقيه: إنتظر لحظة فأنا مشغول.
انتظر الأحدب قليلا، إلا أن قساوة البرد منعته من الانتظار أكثر، فطرق الباب مرة أخرى. أطلَّ الفقيه عليه وقال: قلت لك انتظر قليلا فأنا جد مشغول. الأحدب: معذرة ياسيدي فالبرد قارس وأنا حافيَ القدمين.
هنا استحضر الفقيه آيات الرحمة، ورمى له بمفتاح الباب وقال له: افتح الباب واصعد عندي إلى فوق.
صعد الأحدب وهو يرتعد من البرد، ورجليه جامدتين، ولما دخل الغرفة، وجد الفقيه يتلو آيات من القرآن وهو ماسك أطراف رجل أصابه مس من الجن، فهاله ذلك وهم بالهروب، لكن الفقيه أمره بالجلوس بجانبه ريثما يتم عمله، فجلس الأحدب وهو مصوب نظره إلى الرجل الممسوس، فواصل الفقيه التلاوة إلى أن أخذ بلغته وشرع يضرب الرجل الممسوس أينما اتفق حتى يُخرج منه الجِنِّيُّ، فتعجب الأحدب من هذا الأمر وأحس بقلبه يصعد إلى حنجرته.. وبعد لَأْيٍ خرج الجِنِّيُّ من الرجل ودخل في الأحدب، فأخذ الأخير يخبط بيديه ورجليه.. فتعجب الفقيه وقال: سبحان الله، لا شك وأن الجِنِّيُّ قد خرج من الرجل ودخل في هذا الأحدب.. فسمع الرجل كلام الفقيه فهرب مسرعا خوفا من أن يعود الجِنِّيُّ إليه.. أما الأحدب فبدأ يدور على حدبته، إلى أن انهال عليه الفقيه بالضرب، حتى سقطت ضربة على حدبته فشهق شهقة قوية سكنت معها حركته وانطفأت بها أنوار حياته.
فصاح الفقيه: يا ويلتى، كيف أسلم من لسان الناس، وماذا سيقولون عني: فقيه قتل نفسا؟!! وفي ليلة العيد!! والله إن هذا لشيء عجاب... لا، لا، يجب أن أجد حلا.. وبعد ساعة، ارتأى أن يرمي الأحدب في حضيرة للبهائم مجاورة للمسجد، فحتى إذا ما رآه صاحب الحضيرة ظن أن البهائم قتلته.. فصعد الفقيه بالأحدب على كتفيه إلى السطح، ثم أنزل سلما إلى الحضيرة وأنزله معه، ثم تركه وأخفى أثر السلم.
وبعد دقائق فتح الأحدب عينيه فوجد نفسه بين الغنم والعجول، فقال لنفسه: سبحان الله، كيف دخلت كل هذه البهائم بيت الفقيه؟!! وهل أنا في الخيال أم في الواقع؟!! وأراد تفقد المكان، لكن كبشا أقرنا نطحه رامٍ به إلى عجل سمين، وما كان من العجل إلا أن نطحه مرة أخرى قاذفا به إلى عجل آخر، وهكذا حتى سمع صاحب الحظيرة هذه الضوضاء، ففتح الباب ودخل مهرولا ظانا أن البهائم ترفس بعضها البعض.. فلما صوب الضوء على عين المكان، رأى شخصا يتردد بين قرون الأكباش والعجول، فصاح بأعلى صوته: ماذا تفعل هنا أيها اللص الوقح، أتسرق في ليلة العيد؟! فأقبل إليه متوشحا عصاه ولم يترك له فرصة للكلام، وهوى عليه بالعصا يضربه أينما اتفق، والأحدب يصرخ ويصيح، حتى صادف أن هوى عليه بضربة قاسية على حدبته، فكانت كافية لفقده وعيَه.
هتف صاحب الحضيرة بصوت مرتعش: ويْ لقد قتلتُه، والليلة ليلة عيد! فكيف سيكون حالي إذا أخبرت الشرطة؟ لا شك أنني سأفنى بين جدران السجن.. لكن بعد أُمّة خلص إلى فكرة تنجيه من همه، وهو أن يطرحه في طريق مار حتى يوهم الناس أنه ضحية حادث سير.. ففعل ذلك وعاد إلى حضيرته.
وبينما الأحدب ممددا وسط الطريق، إذا بشاحنة تظهر بسرعة فائقة يظن سائقها أن الطريق خاليا، فلمح الأحدب ممددا وسط الطريق، فهاله الأمر وأدار مقوده يمينا منصرفا عنه ومصطدما بأحد الأسوار، فنزل يتفقد الأحدب فإذا به ساكن عن كل حركة، فأراد أن يفر ويتركه، لكنه أبصر من بعيد سيارة شرطة ينبض ضوؤها، فقال لنفسه: إن تركته وهربت فستقبض علي الشرطة وتتهمني بقتله، لكن سأحمله معي وأتخلص منه بعد تجاوزهم .. فطرحه في ظهر الشاحنة وتابع المسير.
بعد ثوان، أفاق الأحدب من غشيته، ووجد نفسه وسط الشاحنة، فقال: لا شك وأن صاحب الحظيرة ذاهب بي إلى الشرطة، فاللائق بي أن أقفز هاربا متجنبا ثبوت التهمة... ففعل ذلك وهو حافي القدمين.
وبعد متابعة مسيره، اعترضا طريقه رجلان من قطاع الطرق، فأرادا أن يأخذا ما بقي معه من مال، لكنه عارض وامتنع، وما كان من الرجلين إلا أن أوجعوه ضربا، حتى سقط مغشيا عليه بعد أن أصابته ضربة في حدبته.. فهرب الرجلان بعد أن سكبا على صدره قنينة من الخمر.
ثم أفاق الأحدب، وتابع مسيره حافي القدمين، إلى أن وقفت بجانبه سيارة شرطة، فهبط منها شرطيان يستفسران عن أمره، وكانا يعرفانه جيدا، فقص عليهما حكايته، فنظر أحدهما إلى الآخر باستغراب، واقترب منه أحدهما فشم منه رائحة الخمر، فقال لرفيقه: الأحمق إنه سكران، وما كلامه إلا هذيان الخمر، فهوى عليه الشرطيان بالركل واللكمات حتى وقعت لكمة على حدبته، فسقط مغشيا عليه.. فقال أحدهما: أيُّ فضيحة ارتكبتَها؟ فقد قتلتَه؟ قال الآخر، لا بل أنت من قتله.. وكادا يقتتلان إلى أن خرجا بفكرة مفادها أن يحملاه ويتركاه في مكانه المعروف بالشارع حتى ينجوا بأنفسهما.. وذلك ما كان.
بعد ساعة، وكان قد بدأ طلوع الشمس، أفاق الأحدب من غشيته فوجد نفسه في مكانه بالشارع، ونظر بين يديه فإذا القيثارة موجودة عنده، وإلى قدميه فإذا هما يرتديان البلغة، فأخذته حيرة عظيمة من أمره، وقال لنفسه: ولله لقد نمت نوما عميقا حتى رأيت مناما عجيبا.. ولما استوى قائما للعودة إلى بيته، أحس بآلام مبرحة في أطرافه، فقال: سبحان الله، إن للسَّوْط ِفي عالم الغيب وَقْعٌ على الجسد في عالم الشهادة.. ثم أخذ متاعه وانصرف.


لتحميل القصة بصيغة PDF إضغط هنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأحدب بين الغفلة واليقظة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات لمة بنات :: ღ لطآئف منُ آلجنهُ ,, ღ :: ღ سَــمُـــوُ الـــًــرُوحَ ღ-
انتقل الى: