ليكن حظ أخيك المؤمن منك ثلاث:
1ـ إذا لم تسرهـ فلا تغمه
2ـ وإذا لم تمدحه فلا تذمه
3ـ وإذا لم تنفعه فلا تضرّهـ
يحكى عن رجل كان يسكن في مدينة كبيرهـ كان كل يوم يركب
الباص
ليتوجه إلى عمله في أحد المصانع الكبيرهـ
وكانت رحلة الطريق تستغرق خمسين دقيقة.
وفي إحدى المحطات التي يقف فيها الباص
صعدت سيدهـ كانت دائما تحاول الجلوس بجانب النافذهـ
وكانت تلك السيدهـ أثناء الطريق تفتح حقيبتها وتخرج منها كيساً
ثم يمضي الوقت وهي تقذف شيئاً من نافذهـ الباص
وكان هذا المشهد يتكرر مع السيدة كل يوم.
وفي أحد الأيام سألها أحد المتطفلين : ماذا تقذفين من النافذهـ ؟!
فأجابته السيدهـ : أقذف البذور!
قال الرجل: بذور!! بذور ماذا؟!!
قالت السيدهـ : بذور ورود, لأني أنظر من النافذهـ وأرى الطريق هنا فارغة
ورغبتي أن أسافر وأرى الورود ذات الألوان الجميلة طيلة الطريق
تخيل كم هو جميل ذلك المنظر؟!!
قال الرجل: ولكن البذور تقع على الرصيف وتهرسها المركبات,
وهل تظنين أن هذهـ الورود يمكنها أن تنمو على حافة الطريق؟!!
قالت السيدهـ : أظن أن الكثير منها سوف يضيع هدراً ولكن بعضها سيقع
على التراب وسيأتي الوقت الذي فيه ستزهر وهكذا يمكنها أن تنمو.
قال الرجل: ولكن هذهـ البذور تحتاج إلى الماء لتنمو!!!
قالت السيدهـ : نعم،، أنا أعمل ما علّي وهناك أيام المطر ،،
إذا لم أقذف أنا هذهـ البذور لا يمكنها أن تنمو
ثم أدارت رأسها وقامت بعملها المعتاد(نثر البذور).
نزل الرجل من الباص وهو يفكر أن السيدهـ تتمتع بالقليل من الخرف.
مضى الوقت.
ويوم من الأيام، وفي نفس مسلك الباص جلس نفس الرجل بجانب النافذهـ
ورفع بصرهـ فنظر في الطريق فإذا به تملأهـ
الورود ،،، على جانبيه،،، ياهـ ،،، كم من الورود،،، إنها كثيرهـ ، وما
أجملها،
أصبح الطريق جميلا يمتع الناظر، معطر، ملون، يزهو بالورود
والأزهار..
تذكر الرجل السيدهـ الكبيرهـ في السن التي كانت تنثر البذور
فسأل عنها بائع التذاكر في الباص الذي يعرف الجميع
فقال:السيدهـ الكبيرهـ في السن التي كانت تلقي بالبذور من النافذة،، أين
هي؟؟!!
فكان الجواب: أنها ماتت إثر نزلة صدرية الشهر الماضي.
عاد الرجل إلى مكانه وواصل النظر من النافذهـ ممتعاً عيناهـ بالزهور
الرائعة.
فكر الرجل في نفسه وقال: الورود تفتحت، ولكن ماذا نفع السيدة الكبيرة في
السن هذا العمل؟؟!!
المسكينة ماتت ولم تتمتع بهذا الجمال.
وفي نفس اللحظة سمع الرجل ابتسامات طفلة جلست في المقعد الذي أمامه
كانت تؤشر بحماس من النافذهـ وتقول:انظر يا أبي ،، كم هو جميل الطريق!!!
يا إلهي!!!
كم تملأ الورود هذا الطريق!!!
الآن ،، فهم الرجل ما كانت قد عملته السيدهـ الكبيرهـ في السن..
حتى ولو أنها لم تتمتع بجمال الزهور التي زرعتها فإنها سعيدهـ أنها قد منحت
الناس هدية عظيمة
يا لها من رسالة جميلة حقاً..
إلقِ أنتِ بذوركِ ،،، لا يهم إذا لم تتمتعي برؤية الأزهار ،،،
بالتأكيد أحد ماسيستمتع بها ويستقبل الحب الذي نثرتهِ..
منقول
(^_^)